57
وها نحنُ اليومَ نكرّمُ معًا ابنًا يُكنُ للبنان جميعًا وللكنيسة
المارونيّة بخاصةٍ أَن تفخرَ به: شربل مخلوف.
ابنٌ فريد، صانعٌ للسلامِ غير مألوف، لأنّهُ بحثَ عنهُ في عزلةٍ،
في اللّه وحدَهُ، الذي به عاشَ كسكران. ولكنّ مصباحه، الذي
أضاءَ على قِمّةِ جبلِ صومعتِهِ في القرن الماضي، قد شعّ بضياءٍ
أيضًا أَشدّ لمعانًا، وقد ذاعَ سريعًا صيتُ قداستِهِ.
لقد كرّمناهُ نحنُ بالذات إذ أعلنّاهُ طوباويًا في الخامس من
، وفي اختتام المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ
1965
كانون الأوّل
الثاني.
واليوم، إذْ نعلنه قدّيسًا وندعو الكنيسةَ جمعاء إلى تكريِهِ،
نقدّمُ للعالَمِ بأسرِهِ مثالاً، هذا الراهب الرفيع القدر، مجد
الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، وممثّلاً لكنائسِ الشرقِ وتقليدها
الرهبانيّ العريق.
مَا مِنْ حاجَةٍ لإعادةِ الكلام بإسهاب في سيرةِ حياتِهِ البسيطة.
إنّا تجدرُ الإشارة إلى المحيطِ الذي تأصّلت فيهِ روح يوسف
(شربل) على الإيانِ وتأهّلت للدعوة: عائلة قرويّة، وضيعة،
عاملة، متّحدة، وطيدة الإيان… وخاصةً والدة رائعة، تقيّة،
متقشّفة حتّى الصوم المتواصل. إليكم الكلمات التي نطقتْ
بها بعد دخول ابنها إلى الدير: «إذا مَا كنت رَحْ تصير راهبْ
منيح، أَحسن تِرْجَع معي عَ البيت. بسْ أَنا عارفي اللّه رايدَكْ
لخدمتو، وَرح قِلّك وقلبي موجوع: اللّه يكون مَعَك، يا ابني،
ويباركَكْ، ويصريّك قدّيس».
إنّ فضائل البيت الوالديّ ومَثَلِ الوالدَين، تكون أبدًا محيطًا
ممتازًا لتفتّح الدعوات...
س
�
ساد
�
س ال
�
سة البابا بول
�
من خطاب قدا
1977
شرين الأوّل
�
ت
9
سًا فـي
�
شربل قدّي
�
إعلان مار
�
يوم