يُخبِرُنا سِفرُ التَّكوينِ أنَّ الله أوجَدَ "النَّيراتِ في جَلَدِ السَّماءِ لِتَفصلَ بينَ النَّهارِ والليل وتكونَ علاماتٍ للمَواس م والأيّامِ والسِّنين" (14:1). نحنُ نَعلَمُ أنَّ التّاريخَ والأزمِنَةَ بينَ يَديّ الله، لا تسقطُ شعرةٌ مِن رؤوسِنا مِن غَيرِ عِلمهِ، فلا يُهِمَّنا أمرُ الغَدِ، حَسبُنا أن نطُلبَ بِرَّ اللهِ ومَلكوتَهُ.على عَكسِ مَفهومِ الأُمَمِ للأزمِنَةِ والأوقاتِ والسَّاعاتِ والأيَّامِ والسِّنين، تَحمِلُ السَّنةُ الليتورجيَّةُ لنا نَحنُ المسيحيّينَ رِسالةَ خَلاصٍ تَتمحوَرُ حَولَ أسرارِ المسيحِ الإله المتجسِّد والقائمِ مِن الموت، واهبِ الحياةِ الأبديَّةِ لكُلِّ مَن آمنَ باسمِه القدّوسِ وعَمِلَ بِحَسبِ إنجيله.هَدفُ هَذهِ الرّوزنامة هوَ إشراكُ المؤمنينَ شَرِكةً حَيّة، ديناميّة وفعّالة بكُلِّ الأزمِنَةِ الطّقسيَّةِ الّتي تُحييها وتَحياها الكنيسةُ، عَبرَ الخِدَمِ الليتورجيَّةِ والقراءاتِ والصَّلواتِ والتأمُلاتِ الروحيَّة. لا نَغفَل أيضاً وبِحَسَبِ تَرتيبِ السِّنكسار، عَن ذِكرِ القدّيسينَ ومُعلِّمينا في الإيمانِ، نَخصُّ مِنهُم القدّيس شَربِل، فَخرِ الكَنيسةِ المارونيَّةِ. نَسألُ اللهَ، سيّدَ التَّاريخِ، بِشفاعةِ القدّيسِ شَربل، الّذي سُمّيَت هذهِ الرّوزنامةُ على اسمه، أن يَهبَنا معَ مَطِلعِ العام 2022، أزمِنةَ أمنٍ وسَلامٍ وبَركَة للُبنان والعالم أجمَع. |